هل إنطفأ لهيب الثورة؟

هل إنطفأ لهيب الثورة؟ أم إنه مختبئ في إنتظار أن يكبر ليصبح حريق يأكل الأخضر و اليابس؟ الثورة المضادة مفهوم لا يقبل التجزئة من مفهوم الثورة، و التاريخ شاهد على ذلك…
احتار عندما أشاهد هذا الصمت المفزع في صفوف الشباب..نفس الشباب الذي جعل من صوته مصباح تشع من خلاله صورة تونس في كل أصقاع الأرض…نفس الشباب اليوم تجده يلعن السياسة و المسيسين، منهك من المهرجانات السياسية بنكهة الأكاذيب الجميلة و الوعود الرنانة…
نحن الأن نكتب تاريخ تونس المعاصر، ليس تاريخ تونس فقط بل تاريخ العالم العربي ككل،  تاريخ سيسألنا عنه احفادنا و احفاد احفادنا، و هل سيسجل هذا التاريخ: الشعب التونسي خلع رأس الأفعى ليضع مكانه العش؟
لا، هذا على الأقل أملي، لا يزال فالبيت رجال و نساء ترضع حليب الوطنية من ثدي هذا البلاد…إن كان لي رهان فالثورة تغلي في أعماق هذه الأرض و فعلاً إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر..و سيستجيب هذا القدر رغم كيد الكائدين.
مثلما يقول المفكر “ديفيد اوربان” تطور مجتمع يبدأ دائماً من الأقليات فيه، و شئنا أم أبينا فمن يؤمن في إصلاح هذه البلاد فعلاً أقلية…تبعثر جهود الشباب ما جعل الثورة تفقد تماسكها و أصبحت فريسة سهلة أمام الطامعين فيها، نعم أقولها صراحة إن كان لهذه الثورة مستقبل فهو من خلال تنظيم صفوف الشباب سياسياً، علمياً، ثقافيا و في شتى الميادين الأخرى، من أجل المساهمة في بناء وطن يتسع لكل التونسيين مهما كانت توجهاتهم و مهما كان ماضيهم…بناء وطن يلتف حول معاداة التطرف، فكرة أن الكدح و العمل هما أسس هذه البلاد و ليس التذمر و الإنتظار..وطن يغرس في نفوس أشباله التسامح و الرحمة و في الأن نفسه عدم الركوع إلا ل لله..نعم كل هذا ممكن لكن إلا إذا أراد الشعب ذلك و ما هي الإرادة من دون فعل.
عاشت تونس حرة و شامخة أبد الدهر

صبري تليلي خلف الله

أضف تعليق